حديقة الهجرة
مع الكاتبة المغربية نعيمة البزاز
)من إعداد : حسين أكروح)

الكاتبة المغربية نعيمة البزاز
الكاتبة الهولندية المغربية نعيمة البزازنعيمة البزاز كاتبة مغربية من مواليد 1974 بمدينة مكناس المغربية، التحقت بهولندا في سنها الرابع تنتمي إلى الجيل الثاني للهجرة المغربية في هولندا.
شابة مغامرة وطموحة، اقتحمت ميدان الكتابة وهي في سن 21 سنة بأول عمل روائي لها تحت عنوان " الطريق نحو الشمال" الذي نالت عنه سنة 1996 جائزة أدبية تمنح لأفضل عمل أدبي ساهم في إغناء أدب الشباب أو أدب الأطفال. رغم أن روايتها ليست من جنس أدب الأطفال أو الشباب لكن نظرا لأسلوبها السردي المكثف تم اختيارها تشجيعا للكاتبة الشابة؛ كما تمت إعادة طبعها للمرة الرابعة.
سنة 1999 نشرت نعيمة البزار روايتها الثانية " عاشقة الشيطان".
تعتبر نعيمة البزار أول كاتبة هولندية من أصل مغربي أفرزتها الهجرة المغربية في هولندا. إلى جانب أعمالها الروائية تميزت نعيمة البزاز بقصصها القصيرة كصوت أدبي هولندي مغربي له حضور محترم في المجلات والجرائد الهولندية.
الأعمال الروائية المنشورة
- 1995: الطريق نحو الشمال - رواية
- 1999 : عاشقة الشيطان - رواية
رواية "الطريق نحو الشمال" 1995في روايتها الطريق نحو الشمال، تحكي نعيمة البزاز بأسلوب سردي وبشكل دقيق عن تجربة " غالي ": شاب مغربي انقطع عن الدراسة، عاطل، ومتزوج؛ يحلم بالعبور إلى الضفة الأخرى لتحقيق مستقبل أفضل. وعن طريق صديق له قديم ( صديق المدرسة اسمه سعدي) تعرف على شبكة منظمي الهجرة السرية وتهريب المخدرات. التي وعدته بالعبور،بمستقبل زاهر وبفتاة فرنسية ستتكلف بمساعدته للحصول على عمل في فرنسا.. و... و... أعتقد أن الحكاية صارت مألوفة وعادية جدا في المغرب.
لكن مع الأسف لم تتحقق تلك الوعود... فاشتغل في فرنسا كمنظف للأواني في مطعم صاحبه مصري الجنسية حيث تعرض لأبشع الممارسات والاستغلال مما دفع به لمواصلة رحلته نحو هولندا أملا أن تتحسن وضعيته.
في هولندا خاض" غالي" تجربة لا تختلف كثيرا عن تجربته في فرنسا: نفس الوضع والاستغلال البشع من طرف أرباب العمل . تجربة مؤلمة تتميز بالعنف والصراع المرير، ثم الهروب من رجال الأمن خوفا من اكتشاف هويته ووضيته غير الشرعية.
أوروبا لم تحقق أحلامه، بل أكثر من ذلك أصبح ضحية من نوع آخر أكثر عنفا ومرارة من عنف الوطن.
رواية "الطريق نحو الشمال" هي رسالة موجهة لكل الشباب الذي يحلمون بالهجرة والالتحاق بالضفة الأخرى. بحيث تقدم في روايته،ا وبأسلوب سردي جميل، الصورة الحقيقية المؤلمة للاستغلال الذي يتعرض له المهاجرون السريون في جميع أنحاء بلدان أوروبا.
رسالة للكف عن التفكير في العبور ... الحلم بمستقبل أفضل .... حلم جل شباب الوطن...شباب بلا أفق ولا مستقبل... الحلم بحياة أفضل .. لكن سرعان ما ينتهي هذا الحلم حين تدوس قدمه أرض أوروبا. ينتهي الحلم فيتحول إلى صراع جديد له مرارة من نوع أخرى . إنه صراع الذات والبحث عن الوجود في مجتمع جديد تحكمه قوانين وثقافات أخرى تختلف جذريا عن ثقافة الوطن. صراع من أجل البقاء والحصول على أوراق الإقامة في مجتمع لا يعترف بوجوده، بل أبشع من ذلك: يصنفه ضمن الفئة المنحرفة التي تتعاطى الإجرام بكل أنواعه. غير مرغوب ببقائه بل يتم طرده إلى بلده الأصلي.
تنتهي الرواية بانتهاء حلم " غالي" الذي ظل معلقا بين مأزقين: البقاء في أوروبا كفرد مهمش وغير مرغوب فيه يستغل من طرف أرباب العمل ومطارد من طرف رجال الآمن إلى حيث يتم اكتشافه، أو العودة إلى الوطن لمواصلة الحلم الذي لا ينتهي.
الرواية الثانية "عاشقة الشيطان" 1999تحكي الكاتبة المغربية نعيمة البزاز في روايتها الثانية عاشقة الشيطان " بأسلوب أسطوري عن تجربة فتاة مغربية مقيمة في هولندا أرغمها والدها على الزواج مع أعز صديق له؛ خوفا من فقدان بكارتها والحفاظ على شرف الأسرة.
رواية تناولت فيها الكاتبة الوضع الاجتماعي للمرأة الأجنبية المسلمة الناشئة بين ثقافتين: ثقافة البيت المغربي .. ثقافة الحفاظ على البكارة.. وثقافة الشارع الهولندي .. ثقافة الغرب الذي يعتبر المرأة كمواطنة مستقلة عن الرجل. لها الحق في اختيار شريك حياتها.
رواية تحكي عن العادات والتقاليد التي لازالت راسخة في ذهن المرأة المغربية المهاجرة التقليدية بحيث التجأت الشابة " رابحة" ( شخصية حاضرة في الرواية) إلى الاستعانة بالشعوذة وبالسحر كوسيلتين للخروج من المأزق الذي سقطت فيه، أي الزواج القسري في سن جد مبكرة ( 15 سنة) من رجل مغربي تقليدي.
إلى جانب السحر والحب والشرف تطرقت الكاتبة نعيمة البزاز في رواية "عاشقة الشيطان" لموضوع الجنس المحرم؛ الشيء الذي دفع ببعض الجمعيات النسائية المغربية في هولندا إلى رفض مشاركتها في عدة لقاءات أدبية.
"عاشقة الشيطان" رواية تعرضت لعدة هجومات من طرف الجالية المسلمة باعتبارها أدبا ساقطا وأسطوريا يتناقض مع ثقافة وتقاليد البلد الأصلي.
نعيمة البزازرغم الاستفزازات والمضايقات التي تعرضت لها رواية " عاشقة الشيطان" فنعيمة البزاز تعتبر كاتبة شابة مغربية طموحة مغامرة وجريئة في كتابتها القصصية، وذات حضور محترم في الأدب الهولندي المغربي..... في انتظار المزيد من العطاءات الأدبية.